بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 مارس 2013

لقاء بوتيليميت : ورموز التواصل بين أقطاب الضفتين


سيدي ولد أمجاد
 تنطلق اليوم في مدينة أبي تيليميت الغراء فعاليات الموسم الديني والثقافي الكبير بين أسرتي اهل الشيخ سيديا في موريتانيا وأهل الشيخ أحمدو بمب في السينغال، وهو حدث هام في المنطقة كلها له اكثر من دلالات وعبر في النسيج الروحي والاجتماعي العميق بين ضفتي النهر، خصوصا في هذه الفترة التي تعصف فيها في منطقة الساحل والصحراء هوجاء عنيفة من الفتن والحروب الطاحنة يأتي الفهم السيئ للدين ودعوات التطرف والغلو من الأسباب الرئيسية وراء ظهورها وانتشارها في الاصل
ان هذا اللقاء يؤكد بجلاء رسالة الدين الاسلامي الحنيف القائمة على أسس العلم والتقوى والصلاح ، ومبادئ التسامح والمحبة وحسن الجوار التي نهل منها أقطاب هاتين الأسرتين العريقتين في سبيل تاسيس مرجعية دينية حقيقية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها،
قوامها وهج القلوب الضارعة الى الله في كل حين وقيم المكارم والمعالي التي تحلى بها السلف والخلف وسار بها المريدون في كل مكان مشكاة تضيئ للحائرين دروب الخير والنجاة ان هذه الحضرة المريدية المشتركة المتوهجة من تحت الماء وعبر القرون ، هي الرباط الأقوى بين أجيال كثيرة في البلدين الشقيقين موريتانيا والسينغال ، ولا شك ان احتضان مدينة ابي تيليميت لهذه التظاهرة الكبرى بين رموز وأحفاد شجرتين مباركتين هما أسرتا ال سيديا باب وأهل الشيخ أحمدو بمب هو عمل صالح يصب في صميم الرسالة الحضارية المطلوبة لموريتانيا اليوم ، موريتانيا المكارم والمعالي موريتانيا القيم والثقافة والدعوة بالتي هي أحسن في كل أنحاء القارة الافريقية ان هذا الحشد الكبير من الوفود القادمة الى ابي تيليميت اليوم يزيد كثيرا من اهمية المكان قبل الزمان، وكما وصف زوار كثر من أحبتنا القادمين من السينغال وحواضره الطيبة في طوبى وغيرها من قلاع الذكر والفكر فان زيارة الجميع لابي تيليميت اليوم هي زيارة " العودة الى المنهل" وفي ذلك دلالة كبيرة على عمق الجذور وهو ما يجب ان يفتخر به جميع أبناء موريتانيا ' في ان تستمر حاضرة ابي تيليميت في إشعاعها الروحي والثقافي بلا حدود وان تصبح مركز استقطاب صوفي وديني كبير في المنطقة يساعد الجميع وخاصة صناع القرار قبل غيرهم على مواجهة التحديات الإقليمية والمحلية وترسيخ ثقافة السلم والاستقرار والتعايش الاجتماعي والعرقي بين أبناء الضفتين وداخل المجتمع الواحد الذي يعتبر تأثير المريدين فيها في السينغال وموريتانيا مشهودا وممدودا ان اهمية هذه المبادرة تكمن في انها نسيج وحدها فهي بمثابة.جامعة الضفتين المفتوحة يلتقي تحت خيامها الجميع ليشهدوا منافع لهم ثمرات يانعات من دوحة وارفة الظلال تسقى بماء واحد يجري هنا وهناك والماء الذي يجري لا ياسن كما يقال ان ايام هذا الموسم الديني العظيم هي من ايام الله لانها تمتاح من ينابيع ثرة متدفقة في القلوب قبل السهوب، وهي لموريتانيا واجهة اخرى جديدة من الدبلوماسية الدينية والثقافية يجب ان تضرب اليها أكباد الإبل في كل مكان لان هذا البلد الذي أسس على التقوى وحمل على رايته شعار الاسلام والسلام يجب ان يواصل مسيرة العطاء والإخاء ونبذ كل ما من شانه ان يعيدنا القهقرى الجفاء والوراء ان الذاكرة الموريتانية حافلة بالخصال الحميدة التي يعرفها القاصي قبل الداني عن أقطاب مجمع ابي تيليميت اليوم فمن هو القطب الرباني الذي قال فيه الشاعر: حوت ما دون مرتبة التنبي. يداك من المكارم والمعالي فانت إذن من الثقلين طرا. بمنزلة اليمين من الشمال ومن هو القطب الرباني على الضفة الاخرى الذي قال فيه شاعر اخر: آمنت من الخطوب أتيت طوبا. ويامن من الم بها الخطوبا فلا غدرا أخاف ولا أذاة. من الدهر الخؤون ولا قطوبا فتحية لمجمع البحرين وملتقى الضفتين في رحاب ابي تيليميت ، تحية للوافدين من كل حدب وصوب في موسم الحب الاكبر ، وتحية خالصة لأخي الدكتور عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا صاحب هذه المبادرة الرائعة التي لا كالمبادرات التقليدية المتهافتة عندنا باستمرار في عالم الناس والمجتمع، مبادرة عرفت من اين تؤكل الكتف وعلى أية أرضية تقف وأين تسير في اتجاه ما ينفع الناس ويمكث في الارض. ولعل خصوصية هذه التظاهرة وما تعبر عنه من أبعاد عميقة هو ما يجب ان يواكبه اهل الحكمة والرأي والقرار بالمزيد من المساعي الحميدة للتقارب والتلاقي مع الاخ الكبير والجار الكبير والقطب الكبير أيضاً في الحضرة والجوار ان ملتقى ابي تيليميت هو تدفق جديد للمنهل العذب هو اشراقة الروح في وجه أزمة القيم المادية وتيار العولمة الجارف لشعوب كثيرة نسيت في زحمة الرؤى الثقافات على أية أرضية تقف اما نحن وذلك الجيل المؤسس والنخبة المستنيرة التي تلاقت من كل الجهات في معهد ابي تيليميت للدراسات الاسلامية ذات يوم فلا نقول لأي مؤمن صادق ممسك بالعروة الوثقى الا ما قاله احد أقطاب هذه الحضرة الكبرى في ابي تيليميت باب ولد الشيخ سيديا ليكون النشيد الوطني لكل الأجيال في إيقاع مع الذات الوطنية ورسالتها في الداخل والخارج: كن للإله ناصرا. وأنكر المناكرا وكن مع الحق الذي ترضاه دوما ظاهرا هنيئا للوافدين والمستقبلين وهنيئا لقطبي الدائرة فقد اتسعت للجميع في ابي تيليميت.
نقلا عن موقع السفير

ليست هناك تعليقات: